يتسدر رجال هذه الأيام في أهل المروءة بإسم جريدة (السفير) ويطرحون الرسائل، ويطلبون شيئا يعاونهم في الظروف الصعبة، واحد منهم أنتحل صفة المدير العام، وآخر انتحل صفة المدير الناشر، كما انتحلوا الطوابع التي يقال لها بالفرنسية (الكاويه) وبالعربية (الكاشه).
أشبه شيئ في هذه الرواية أن رجالا آخرين أختاروا انتحال صفة صحفي في (السفير) لمآرب أخرى.. وبعضهم يستغلها لمعالي الأمور.. فواحد جاء إلى خيمة في البادية، وخطب من عندهم ابنتهم، على أنه صحفي في جريدة السفير، وأعطوها له، وقضي معها أياما، ثم قال لهم إنه راحل بها إلى أهله في العاصمة، فحنوها، ولبسوها، وجمعوا لها فسخة، وركبت مع الصيد في سيارته.. وعندما وصلوا انواكشوط، قال لها انتظريني هنا في السيارة حتى أُطير الماء، ومن بك يا سارق الليل...وبعد ذلك ظهر أن أهل السيارة يبحثون عنها أيضا، وأخلع شيء لهم هو أنهم وجدوا فيها أمرأة مفتلة، أما الفسخة فقد بقيت عينا بيضاء.
موجبه أننا ننصح أي أحد يريد الحلال أن يقول إنه من جريدة لا يعرفها أحد، كأن يقول إنه من يومية (فرطاص) أو من أسبوعية ( الطبصيل أبدو) أو من جريدة (جَريكان) الرياضية، أو من صحيفة (الشاهرة) المتخصصة في شؤون المرأة، مع أن هذه الصحف يمكن أن تكون موجودة بالفعل.